أخبار وطنية تدمير الدولة.. وتدمير التعليم
بعد قرار نقابة التعليم عدم اجراء الامتحانات في المدارس، بات واضحا انّ حاضر تونس ومستقبلها أصبحا على كفّ عفريت وإن كنّا نتفهّم مطالب النقابة.. لكن نرفض هذا النّوع من الاضرابات..
فهل يعقل ان تهدّد النقابة في هذا الظرف بالذات التلاميذ وعائلاتهم بسنة بيضاء وهو ما يمكن اعتباره ضربا آخر من ضروب الارهاب التعليمي؟
انّ النقابة تعلم جيدا انّ خزينة الدولة فارغة وانّ أغلب الزيادات في الأجور متأتية من القروض الأجنبية، فلماذا تصرّ أسرة التعليم على ليّ الذراع والحال أنّ هذا القطاع كان ومازال مفخرة تونس بعد أن جعل الزّعيم بورقيبة التعليم حقّا مشاعا للجميع؟
نحن لسنا في غاب حتى يهدّدنا شخص طالبا منّا المال وإلا عاث فيها خرابا متوعّدا بالتكبيل وتهديد المستقبل! انّ المعلم يحتاج حسب رأينا الى جراية بألف دينار شريطة أن يتفانى في العمل وأن تتوفّر أموال في خزينة الدولة!، ثم انّ المطالبة لا يمكن أن تكون بهذه الطريقة أي تحت الضغط، مع العلم انّ أغلب الأولياء من الطبقات الوسطى والفقيرة، وهم حريصون أيّما حرص على تأمين مستقبل أبنائهم!
ومن بين الاقتراحات التي يمكن تفعيلها، مساهمة العائلات التي لها أبناء في المدارس ويفوق دخلها 1500 دينار بـ10 دنانير شهريا حتى تتمكّن الدولة من تحسين أجور المعلّمين..
وفي هذا السياق لابدّ من التذكير بأنّه بينما يتضرّر الفقراء والطبقات الوسطى من الاضرابات المتتالية خاصّة في النقل على اختلاف وسائله والصحّة، فانّ الأغنياء والميسورين نسبيا يدرّسون أبناءهم في المؤسّسات الحرّة حتى يضمنوا لهم دراسة جيّدة وخالية من الاضرابات، وهكذا فانّ أبناء الشعب الكريم هم الضحية الوحيدة في هذه الاضرابات بعد ان حوّلتهم النقابة الى رهينة في المفاوضات!
من جهة أخرى ماذا لو نفّذ أعوان وإطارات «الستاغ» و«الصوناد» اضرابا وقطعوا الكهرباء والماء؟ في هذه الحال سيستعمل الأغنياء الماء المعدني في شرابهم واغتسالهم وأمّا الفقراء فسيذهبون الى الأودية والبحر للاستحمام والى الغابات لجمع الحطب لاستعماله في الإنارة!
فكفانا اضرابات من هذا النوع، علما أنّنا سنساند أيّ حراك اجتماعي لا يكبّل المؤسسات، فهناك وسائل أخرى يمكن استعمالها ولا تؤدّي الى تدمير الدولة التونسيّة المسكينة!
أخبار الجمهورية